وطن لجبيني

شاهدت مع احد الأصدقاء الجدد برنامجاً ثقافياً عن مدينة تاريخية و صادف ان تكون تلك المدينة هي مسقط رأسه .

كنت اتأمل حماسه متابعاً ما يرتسم على وجهه من تعابير مفرطه و هو يحدثني عن جمال وروعة تلك الارض و السعادة التي كانت تكتنفه حينما كان هناك معبراً لي عن جم حبه و اشتياقه لتلك الأرض مع حديث نفس شاركني فيه أنه يتمنى أن يعيش فيها و لو معدماً .

ما لفتني في الموضوع اني في الحقيقة لا ارى سوى ارض جرداء محروقة سوداء قل ما ترى فيها نبات و درجات حرارة لا تطاق و رطوبة خانقة فأنا اعرف تلك الارض جيداً فلا شي فيها بالنسبة لي قد يثير اعجابي الى ذاك الحد او حتى الى مايقاربه.

كان صديقي لا يعرف في الاصل حقيقة شعوره فهو لم يكن يحب الارض و لكن من كان في هذه الارض .

اصاب قيس ليلى كبد الحقيقة عندما قال و ماحب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

فقد تكره مكاناً عشت به عشرين سنه و تعشق مكاناً عشت به 10 ايام فقط .. ما يجمل الارض هم اهلها و بقدر ما احببت اهلها بقدر ما احببتها هي الاخرى . ان الارتباط بالارض هو في اصله ارتباط بأشخاص عاشوا في تلك الارض وخلفوا ورائهم ذكريات جميلة .

حتى فيما يتعلق بذكريات الطفولة هي في الاصل اشيتاق لاولئك الاشخاص الودودين الذي رافقونا في تلك المرحلة

فلو أردت ان تحب ارضاً صادفت ان تكون ماراً بها او زائراً لها لاي غرض كان فحاول ان تتعرف على اناس بها فما اسهل من اقامة علاقة صداقة مع اشخاص ابدأ بابتسامه .. علق على أي شي قد يهمه .. اساله عن معلم معين او مكان .. و كيف هي الحياة وعبر عن اعجابك بالمكان ثق تماماً انك ستخرج بافضل صديق . اعرض عليه مرافقتك ان لم يكن يشغله شيء

ان كان لديك وقت كافي تعرف على اصدقائه واخرج معهم و ان قدموا لك دعوة الى بيوتهم فلا تتردد و تعرف على عائلته و اقاربه فاغلب الناس يحبون ذلك كن ودوداً معهم و كن صادقاً سيحبونك هم كذلك و ربما يتطور الامر الى ما ابعد من ذلك

و تضيع قلبك كما فعلت انا . حذاري ان تفعل ذلك

لانك ستزعج الاخرين بحديثك عن جنة لا يرونها كما فعل صديقي معي .

دمتم و دام ودكم


. Bookmark the permalink.

Leave a Reply